سورة آل عمران - تفسير تفسير البيضاوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (آل عمران)


        


{وَإِذْ قَالَتِ الملئكة يامريم إِنَّ الله اصطفاك وَطَهَّرَكِ واصطفاك على نِسَاء العالمين} كلموها شفاهاً كرامة لها، ومن أنكر الكرامة زعم أن ذلك كانت معجزة لزكريا أو إرهاصاً لنبوة عيسى عليه الصلاة والسلام، فإن الإِجماع على أنه سبحانه وتعالى لم يستنبئ امرأة لقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً} وقيل ألهموها، والاصطفاء الأول تقبلها من أمها ولم يقبل قبلها أنثى وتفريغها للعبادة وإغناؤها برزق الجنة عن الكسب وتطهيرها عما يستقذر من النساء. والثاني هدايتها وإرسال الملائكة إليها، وتخصيصها بالكرامات السنية كالولد من غير أب وتبرئتها مما قذفتها به اليهود بإنطاق الطفل وجعلها وابنها آية للعالمين.


{يامريم اقنتى لِرَبّكِ واسجدى واركعى مَعَ الركعين} أمرت بالصلاة في الجماعة بذكر أركانها مبالغة في المحافظة عليها، وقدم السجود على الركوع إما لكونه كذلك في شريعتهم أو للتنبيه على أن الواو لا توجب الترتيب، أو ليقترن اركعي بالراكعين للإِيذان بأن من ليس في صلاتهم ركوع ليسوا مصلين. وقيل المراد بالقنوت إدامة الطاعة كقوله تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ ءانَاء اليل ساجدا وَقَائِماً} وبالسجود الصلاة كقوله تعالى: {وأدبار السجود} وبالركوع الخشوع والإِخبات.


{ذلك مِنْ أَنبَاء الغيب نُوحِيهِ إِلَيْكَ} أي ما ذكرنا من القصص من الغيوب التي لم تعرفها إلا بالوحي. {وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أقلامهم} أقداحهم للاقتراع. وقيل اقترعوا بأقلامهم التى كانوا يكتبون بها التوراة تبركاً، والمراد تقرير كونه وحياً على سبيل التهكم بمنكريه، فإن طريق معرفة الوقائع المشاهدة والسماع وعدم السماع معلوم لا شبهة فيه عندهم فبقي أن يكون الإتهام باحتمال العيان ولا يظن به عاقل. {أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ} متعلق بمحذوف دل عليه {يُلْقُون أقلامهم} أي يلقونها ليعلموا، أو يقولوا {أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ}. {وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ} تنافساً في كفالتها.

4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11